بيتنا الآن – BAYTOUNAALAANE
مع اشتداد حرارة الصيف، يتزايد الإقبال على استخدام مكيفات الهواء في المنازل والمكاتب كوسيلة فعالة لتخفيف درجات الحرارة المرتفعة. إلا أن عددا من الأطباء نبهوا إلى الأضرار الصحية المحتملة المرتبطة بالاستخدام المفرط أو غير الصحيح لهذه الأجهزة.
في المغرب، ارتفعت درجات الحرارة بشكل ملحوظ مؤخرا بسبب موجة “الشرقي” التي أثرت على مناطق عديدة، مما أدى إلى تزايد الطلب على مكيفات الهواء، وخاصة تلك ذات الأسعار المناسبة. وأكد الطيب أجيك، رئيس جمعية تجار كراج علال بالدار البيضاء، أن المحلات التجارية سجّلت إقبالا كبيرا على هذه الأجهزة خلال الأيام الماضية.
من جهة طبية، أوضحت الدكتورة ليلى فاروق، أخصائية الأنف والأذن والحنجرة، أن أولى الأعراض الشائعة عند استخدام المكيفات هي التهابات على مستوى الجهاز التنفسي العلوي، وجفاف في الحلق، خاصة عند التعرض المباشر للهواء البارد. وأشارت إلى أن المكوث في غرف مغلقة تحت تأثير التكييف قد يؤدي إلى تهيج الأغشية المخاطية وزيادة احتمال الإصابة بالزكام أو آلام الحلق والأنف.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية مزمنة، مثل الربو أو الحساسية، فقد يكونون أكثر عرضة لتأثيرات المكيفات. وأكدت الدكتورة فاروق أن إهمال تنظيف المكيفات يؤدي إلى تراكم الغبار والجراثيم داخل الجهاز، مما يُفاقم من أعراض هؤلاء المرضى.
وبالإضافة إلى الأضرار التنفسية، أشار الدكتور محمد برادة، المتخصص في جراحة الجيوب الأنفية، إلى أن المكيفات تسبب أيضا جفافا في الجلد والعينين، نتيجة انخفاض نسبة الرطوبة، وقد يشعر البعض بالحكة أو التهيج خاصة إذا كانوا يستخدمون العدسات اللاصقة أو لديهم بشرة حساسة.
ولتقليل هذه الأضرار، شدد الأطباء على أهمية استخدام المكيفات بشكل معتدل، مع ضبط درجة الحرارة ما بين 24 و26 درجة مئوية، وتفادي توجيه الهواء البارد مباشرة نحو الجسم. كما دعوا إلى تنظيف الأجهزة بانتظام.
في النهاية، يؤكد الخبراء أن مكيفات الهواء ليست خطيرة في حد ذاتها، ولكن استخدامها العشوائي أو غير السليم هو ما يُسبب الأذى، ولهذا ينبغي التعامل معها بوعي وتوازن للحفاظ على الصحة خلال فصل الصيف.
 
			
