جهود الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية في الأمن السيبراني والمرونة الرقمية.
رأي بقلم: حسن الخلقي
مع تزايد الرقمنة في تدبير الملكية العقارية للمعطيات العقارية،اصبحت الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية مؤسسة وطنية تعتمد بشكل كبير على نظم المعلومات عالية الحساسية.فالمعطيات التي تديرها تشمل ملكية الأفراد ،المعاملات العقارية، الوثائق الهندسية،والبيانات الجيومكانيكية، مما يجعلها هدفا مركزيا للهجمات السيبرانية.
وعليه، تبنت الوكالة سياسة تعتمد على المرونة السيبرانية cyber Resilience والتصدير الاستباقي cyber Defense proactive بهدف حماية منظومة العقار، وضمان استمرارية الخدمات الرقمية.

أولا: الأسس المفاهيمية للمرونة والتصدي الرقمي.
وفق أدبيات نظم المعلومات،تقوم المرونة السيبرانية على أربعة أسس:
1)الوقاية:تخفيض احتمال الإختراق ؛
2)التحمل:قدرة النظام على الاستمرار رغم الهجمات؛
3) الإستجابة: التدخل السريع عند وقوع الحادث؛
4)التعافي: استرجاع الأنظمة بأقل خسائر ممكنة الاقصى سرعة.
وعلى الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية ضرورة اعتماد خطة محكمة للتصدي السيبراني و فرق مجندة مختصة في علم المعلوميات السيبرانية تعمل24/7،وبتنسيق مع المصالح الخارجية من خلال:
-الاستشعار المبكر للهجمات؛
-بناء مراكز عمليات أمنية ؛
-المراقبة بالذكاء الإصطناعي ؛
-تحليل أنماط السلوك الشبكي.

ثانياً: البنية التقنية للمرونة السيبرانية داخل الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية :
سوف لن نغالي إذا جزمنا، بأنه يجب أن ترتكز مهام الوكالة في بنيتها التقنية للمرونة السيبرانية،على نقطتين أساسيين هما:
1)مركز العمليات السيبرانية؛
بالنسبة لمركز العمليات السيبرانيةSOC، يجب أن ترتكز على ثلات محاور أساسية:
-المراقبة الدائمة للمعاملات العقارية، وتجنيد فرق عملياتيا على مدار24/24 ساعة بالدوام
-تحليل السلوك الشبكي باستخدام Machine learning؛
-فرز الحالات الشادةAnomaly Détection المرتبطة بمحاولات الولوج الغير المشروع.
باعتماد الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية على هذه المقاربة التقنية للمرونة السيبرانية,ستجعلها ضمن المؤسسات ذات البنية الدفاعية المتقدمة في المغرب.لكن نجاح مركز العمليات السيبرانية SOC رهين ومرتبط بمدى قدرة الوكالة على تحديث قواعد التهديدات وارتباطها بمدى تطور التكنولوجيا الحديثة في مجال البنية التقنية للمرونة السيبرانية للوكالة.
2)حماية البيانات الجغرافية:
مما لاشك فيه أن الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية من مهامها تدبير الخريطة أو بمصطلح آخر تدبير و صنع الخريطة المغربية، مما يجعلها الحارسة على حماية البيانات الجغرافية للمملكة، ومعها توكل لها مها تدبير وتدبر إحدى أكبر قواعد البيانات الجغرافية والخرائطية والمسح العقاري بالمغرب،عبر استعمال تقنيات وتكنولوجيا ذات دقة عالية وعبر استخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية الحديثة و المتطورة.
ان فريق العمل الساهر على تطور وتطوير البنية التقنية للمرونة السيبرانية للوكالة واعون بمدى جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم من خلال بذل كل مافي وسعهم في حماية هذه البيانات والتصدي للهجمات السيبرانية والتي تشمل في هجماتها تشويه الطبقات الخرائطية وسرقة البيانات الهندسية وتعطيل الطبقات الجيومعلوماتية.
ولأجل ذلك لابد على الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية من العمل على عزل البنية الجغرافية. في شبكات مقسمة وتعزيز صلاحيات الولوج حسب الدور.
وعليه فإن سياسة الوكالة في مجال المرونة السيبرانية والتصدي الاستباقي واعتماد مركز العمليات السيبرانية ،رهين في شكله وعمله ب:
-تبني إستراتيجية واضحة للمرونة السيبرانية؛
-حماية متقدمة للمعاملات الرقمية المتقدمة؛
-دينامية تحديث بنيات نظم المعلومات؛
-ادماج أدوات ذكاء اصطناعي واستشعار ذكي.
فالوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية ،تعد بحق وبدون مجاملة،نمودجا مؤسساتيا مغربيا بدأ يتحرك في الاتجاه الصحيح نحو حماية الأمن السيبراني وتعزيز المرونة الرقمية لنظمها الحساسة. ومع أن السياسة المتبعة تحمل ملامح تطور حقيقي.الا أنها تحتاج الى مزيد من الشفافية،وتوحيد البنيات ،ورفع قدرات الموارد البشرية المتخصصة في مجال العلوم السيبرانية حتى يتسنى لها مواكبة التطور والنضج العالمي السيبراني،والعمل على إنشاء مرصد للتهديدات العقارية الرقمية مشابه لمرصد الجرائم السيبرانية.
إن المجهودات التي وصلت لها الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية في مجال المرونة السيبرانية والتصدي وحماية المعلومات العقارية والخرائطية،هو بفضل تظافر جميع أطرها بدون استثناء مركزية و بالمصالح الخارجية من محافظات عقارية ومصالح المسح العقاري. فالفضل يرجع للقاعدة كما للقمة.