في خطوة مفاجئة ولكنها تحمل دلالات عميقة، أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية عن تعيين الشيخ ناصر بن فيصل بن خليفة آل ثاني مديرا عاما جديدا للمؤسسة، خلفا للجزائري مصطفى سواق الذي ظل يشغل منصب المدير العام بالنيابة منذ عام 2011، قبل أن يُثبت رسميا قبل أقل من شهرين فقط، ثم يُعاد استبداله.
هذا التغيير السريع يعكس إرادة واضحة من القيادة القطرية لإعادة ضبط البوصلة التحريرية والإدارية للقناة الأشهر في العالم العربي، والتي ارتبط اسمها على مدى أكثر من عقد بتأثيرات ورهانات خارجية، كان أبرزها النفوذ الجزائري داخل مفاصلها القيادية.
مصطفى سواق، الذي وُصف طويلا بـ”الرجل القوي” في كواليس الجزيرة، تمكن منذ أحداث “الربيع العربي” من تثبيت حضور الجزائر داخل خطها التحريري، عبر انتقاء الأصوات، والتحكم في الزوايا التي تُعرض بها بعض الملفات الحساسة. غير أن قرار استبداله بعد أقل من شهرين من تثبيته رسميا يضع حدا فعليا لهذا النفوذ، ويعيد زمام القيادة إلى البيت القطري.
تعيين الشيخ ناصر بن فيصل آل ثاني ليس مجرد تغيير إداري، بل هو رسالة سياسية وإعلامية مفادها أن الجزيرة تدخل مرحلة جديدة، برؤية قطرية خالصة، بعيداً عن إملاءات أو اصطفافات إقليمية. كما يُنتظر أن يشهد عهد الشيخ ناصر إعادة هيكلة للمؤسسة، سواء على مستوى الكوادر أو على مستوى الخط التحريري، بما ينسجم مع التوجهات الاستراتيجية لدولة قطر في محيطها العربي والدولي.
وبهذا القرار، تُطوى صفحة النفوذ الجزائري الذي استمر لأكثر من عقد داخل دهاليز الشبكة، لتعود الجزيرة إلى نقطة انطلاقها الأولى: مؤسسة إعلامية قطرية الهوية، عربية الصوت، وعالمية الطموح.
شاهد أيضا
تعليقات الزوار