كارثة صحية بجرسيف… المستشفى الإقليمي يغرق وحقوق المرضى تُهدر أمام صمت المسؤولين

المراسل: زعوم ادريس

يعيش المستشفى الإقليمي لجرسيف واحدة من أسوأ فتراته على الإطلاق، في ظل وضعية مزرية لا تليق بمؤسسة يُفترض أن تكون حصن المواطن الأول لحماية صحته وكرامته. فالمشهد اليومي داخل المستشفى يكشف حجم المعاناة، وقلة الأطر الطبية المتخصصة، وضعف الخدمات، وغياب شبه تام لحكامة تدبيرية تليق بقطاع حيوي يمس حياة الآلاف من المواطنين.

نقص مهول في الأطباء المتخصصين… وجرسيف تدفع الثمن

يشتكي سكان الإقليم من نقص خطير في الأطباء المتخصصين، وهي أزمة جعلت المستشفى عاجزاً عن الاستجابة لأبسط الحالات، فكيف بالحالات الحرجة والمعقدة؟
أمراض النساء، الجراحة، التخدير، الإنعاش، الأشعة… كلها تخصصات يعرف فيها المستشفى خصاصاً هيكلياً يتسبب في تأخير التدخلات الطبية، بل وفي بعض الأحيان تقرير مصير المريض خارج الإقليم.

150 كيلومتراً من الألم… رحلة إجبارية نحو مستشفى وجدة الجامعي

أمام هذا العجز الصارخ، يجد مواطنو جرسيف أنفسهم مضطرين للتنقل لمسافة 150 كيلومتراً شرقاً نحو مستشفى وجدة الجامعي، في رحلات شاقة ومرهقة تزيد من معاناة المرضى وأسرهم، خصوصاً في الحالات المستعجلة التي تحتاج تدخلاً فورياً.
أليس هذا اعترافاً رسمياً بفشل المنظومة الصحية بالإقليم؟ كيف يعقل أن مدينة بهذا الحجم تظل بدون خدمات متخصصة تحفظ حياة الناس؟

معاناة مستمرة داخل المستشفى… وطاقم طبي مرهق ومرتبك

يشكو المواطنون من سوء الاستقبال، طول الانتظار، غياب التوجيه، ونقص التجهيزات الحيوية.
وإذا كان الأطر الصحية الموجودون يبذلون ما استطاعوا، فإن الضغط الكبير وغياب الوسائل الكافية يجعل أداءهم غير كافٍ، مما ينعكس مباشرة على صحة المواطن الجرسيفي.

وزارة الصحة تتحرك أخيراً… لجنة تفتيش في زيارة عاجلة

بعد انتشار أصوات الاستياء والغضب، تدخلت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإيفاد لجنة تفتيش للوقوف على الوضعية الكارثية داخل المستشفى الإقليمي.
زيارة تُعد خطوة إيجابية، لكنها تأتي متأخرة جداً، ولا يمكن أن تغيّر الواقع ما لم تتبعها قرارات صارمة، محاسبة للمسؤولين، وإجراءات عاجلة لترميم ما يمكن ترميمه.

أين السلطات؟ أين البرلمانيون؟ أين المنتخبون؟

الأسئلة التي يطرحها الشارع الجرسيفي اليوم بصوت عالٍ هي:

  • أين العامل والسلطات الإقليمية مما يجري؟

  • أين البرلمانيون الذين وعدوا بتحسين الخدمات الصحية؟

  • أين المنتخبون الذين يستغلون الحملات الانتخابية للحديث عن دعم الصحة؟

الصمت المريب يطرح علامات استفهام كبيرة، ويعطي الانطباع بأن صحة المواطن الجرسيفي ليست ضمن أولويات البعض.

جرسيف تستغيث… والحق الدستوري في الصحة مهدور

إن الوضع الصحي بجرسيف لم يعد يحتمل المزيد من الانتظار أو التسويف.
المستشفى الإقليمي فقد دوره، والقطاع الصحي يعيش حالة شلل، والمواطن يُترك لمصيره بين نقص الأطباء، وبعد المستشفيات، وتقصير المسؤولين.

لقد آن الأوان لإطلاق إصلاح جذري وعاجل يعيد الكرامة للصحة العمومية بالإقليم، ويفرض المحاسبة على كل من تسبب—عن سوء تدبير أو تقاعس—في هذا الوضع المهين.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد