بقلم :حسن الخلقي
مرة أخرى، يسقط جزء من جمهور الوداد الرياضي البيضاوي في فخّ الفوضى، خلال مباراة الديربي ضد الغريم التقليدي الرجاء الرياضي، برسم الجولة الخامسة من البطولة الاحترافية “إنوي”. مشهد غير رياضي تكرّر، حين اضطرّ الحكم إلى توقيف المباراة في أكثر من مناسبة، بعد أن غطّى دخان الشهب الاصطناعية أرجاء الملعب، في صورة مؤسفة لا تليق بمستوى الكرة المغربية ولا بتاريخ الفريق الأحمر.
نحن لا نختلف على أن الوداد يملك جمهوراً عريقاً، عاشقاً، لا يتوقف عن مساندة فريقه في السراء والضراء، لكن العشق لا يعني العبث، والتشجيع لا يعني تحويل المدرجات إلى ساحة حرب. الحماس مطلوب، والانتماء فخر، لكن النظام والانضباط هما ما يجعل التشجيع فناً راقياً يليق بسمعة الكرة الوطنية.
توقيف المباراة مرتين بسبب الشهب الاصطناعية لا يخدم الوداد ولا الكرة المغربية، بل يسيء إلى صورة المملكة، خصوصاً ونحن على بعد أسابيع قليلة من احتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم. إن “الكاف” لن تكون رحيمة أو متساهلة مع مثل هذه السلوكيات، لأن التنظيم الناجح يبدأ من الجمهور الواعي، المسؤول، الذي يعرف متى يصرخ ومتى يصمت.
إننا نحتاج إلى ثقافة تشجيع منظمة، فيها الانضباط والروح الرياضية قبل كل شيء. لا نريد أن يتحول حبّ الفريق إلى مبرر للعقوبات أو لإفساد صورة الملاعب المغربية التي بدأت تستعيد بريقها القاري.
شجّعوا الوداد، أحبّوا الوداد، لكن افعلوا ذلك بطريقة ترفع الرأس أمام العالم. فالمغرب لا يستحق إلا التشجيع الحضاري، ولا يليق بجمهور الوداد إلا أن يكون في طليعة الجماهير النموذجية التي تعكس وجه كرة القدم المغربية الحديثة.