مجرد رأي يكتبها: حسن الخلقي
مرة أخرى يتأكد أن بعض الأطراف المأجورة لا تفوّت أي مناسبة حزينة أو فرحة، إلا وحاولت أن تركب عليها من أجل إشعال الفتنة وزرع البلبلة بين المواطنين وأجهزة الدولة. فقد شهدت جنازة والد ناصر الزفزافي بالحسيمة حادثا مؤسفا، بعدما اندسّت عناصر مشبوهة وسط المشيعين، لتقوم برشق القوات الأمنية بالحجارة في مشهد لا يمت لا للأخلاق ولا لقيم الريف بصلة.
إن أبناء الحسيمة الأبرار، المشهود لهم بالوطنية والكرامة، براء من مثل هذه التصرفات التي لا تخدم إلا أجندات مظلمة، هدفها الوحيد تشويه صورة المنطقة، والإساءة إلى مسارها التنموي، ومحاولة ضرب الاستقرار والأمن العام. ومن المؤكد أن هذه العناصر الغريبة عن المدينة جرى استقدامها بتحريض من بعض الجماعات المحظورة، التي مازالت تراهن على إشعال نار الفوضى بعدما فشلت كل رهاناتها السابقة.
إن رشق رجال الأمن، الذين كانوا يؤدون مهامهم في حفظ النظام وتأمين الجنازة، فعل إجرامي خسيس لا يقبله عقل ولا ضمير، ويكشف أن المخطط كان مدبرا بليل لضرب هيبة الدولة في مناسبة إنسانية محضة، أرادها أهل الحسيمة أن تمر في أجواء من الهدوء والسكينة.
وإذا كان الحزن على رحيل والد ناصر الزفزافي قد جمع القلوب على التعاطف والدعاء بالرحمة والمغفرة، فإن المندسين حاولوا تحويل المأتم إلى ساحة مواجهة، في سلوك يبين بما لا يدع مجالا للشك أن هدفهم هو زرع الفتنة والاصطياد في الماء العكر.
إننا نندد بشدة بهذه الأفعال الجبانة، ونحيي يقظة الأجهزة الأمنية التي تعاملت باحترافية عالية لتفادي أي انزلاق قد يمس سلامة المواطنين. كما ندعو أبناء الحسيمة الأحرار، وكل مكونات المجتمع المدني، إلى فضح هذه الممارسات المشبوهة، والتصدي لأي محاولة لإقحام المنطقة في دوامة الفوضى.
لقد ولى زمن المتاجرة بمعاناة الناس وركوب المآسي الإنسانية، والحسيمة التي أعطت للوطن رجالا ونساء في مختلف المجالات، لن تكون أبدا مطية لمن يسعى إلى ضرب وحدة البلاد واستقرارها.
 
			
