بقلم: حسن الخلقي
في خطوة جريئة ومسؤولة، تُحسب لعامل إقليم الخميسات، أقدم هذا الأخير على إلغاء موسم العربي البوهالي، في قرارٍ يترجم وعيا حقيقيا بأولويات التنمية واحتياجات الساكنة، بعيدا عن المظاهر الاحتفالية التي لا تُطعم خبزا ولا تبني مدرسة ولا تُعبّد طريقا.
لقد أدرك عامل الإقليم أن الزمن لم يعد زمن المواسم والولائم وتبوريدة الخيل، بل زمن الفعل الميداني وخدمة المواطن البسيط في دواوير الإقليم النائية، التي ما تزال تعاني العزلة، وافتقارها لأبسط شروط العيش الكريم.
فـ قبائل زعير وساكنة الخميسات ليست في حاجة إلى مهرجانات تُنفق فيها الأموال العمومية دون جدوى، بل في حاجة إلى دار الطالب والطالبة تضمن استمرار التمدرس لأبناء القرى، وإلى مستوصفات جماعاتية تحفظ كرامة المرضى، وإلى مسالك طرقية ومدارس ومشاريع صغيرة تعيد الأمل إلى الشباب.

لقد أصبح إقليم الخميسات، وللأسف، يحطم الأرقام القياسية في تنظيم المواسم والأنشطة الفلكلورية، دون أن تنعكس تلك الحركية على واقع التنمية المحلية أو على حياة المواطن الزعري. ولهذا، فإن قرار العامل بإلغاء هذا الموسم هو صفعة في وجه العبث ومضيعة المال العام، ورسالة واضحة بأن زمن اللامسؤولية انتهى.
إنها بداية جديدة لإقليم غني بموارده الطبيعية والبشرية، يستحق أن يكون نموذجا في التنمية القروية المستدامة، لا في كثرة المواسم وتبوريدة البارود.
فـ تحية تقدير واحترام لعامل إقليم الخميسات، الذي اختار أن يقول “لا” للعبث، و”نعم” للتنمية، مؤمنا بأن خدمة الوطن لا تكون بالمهرجانات، بل بالمدارس، والمستشفيات، والمسالك، والكرامة.
 
			
