بداية العد العكسي لشنقريحة: ساعة النهاية تدق داخل ثكنات الجيش الجزائري

يعيش الجيش الوطني الشعبي الجزائري واحدة من أكثر لحظاته قتامة منذ عقود، لحظة لم يعد فيها الحديث عن الغضب الصامت مجرد ترف أو إشاعة عابرة، بل تحولت إلى مواقف ملموسة وملامح انقلابية تلوح في الأفق ضد رئيس أركان الجيش و”الوزير الفعلي للدفاع” السعيد شنقريحة. الرجل الذي حوّل المؤسسة العسكرية إلى مسرح للقرارات المرتجلة، والتصرفات العبثية، والمغامرات الفاشلة داخليا وخارجيا.
اليوم، لم يعد جنرالات الظل ولا الضباط الكبار قادرين على تحمل نزوات قائدهم العجوز الذي يعيش خارج الزمن، ويغرد خارج سرب الواقعية السياسية والعسكرية. تآكلت هيبته، وانفرط عقد سلطته، وتسللت أصوات التمرد إلى داخل الصفوف، بعدما سئم الجميع من صراعاته الداخلية، ومن غرق الجزائر في عزلة إقليمية غير مسبوقة.
لقد نجح شنقريحة في ما لم يسبقه إليه أحد: فقد ثقة جيشه قبل أن يفقد ثقة شعبه. لم تعد الخطب الجوفاء قادرة على إخفاء حقيقة أن الرجل قاد المؤسسة العسكرية إلى حافة الانهيار، وأدخلها في لعبة تصفية الحسابات بدل أن تكون صمام أمان للدولة. وها هي الأخبار تتناقل عن استعداد فئة وازنة من الجيش لإزاحته من المشهد، في انقلاب داخلي يطبخ على نار هادئة، تمهيدا لطي صفحة قاتمة من تاريخ المؤسسة.
إنّ “الموسيقى” التي تعزفها الكواليس العسكرية اليوم ليست سوى إشارة واضحة لبداية العد العكسي، ونهاية رجل لم يتقن سوى لغة التخويف والابتزاز. نهاية تقترب بسرعة من شنقريحة، نهاية حقبة لم يعش الجيش الجزائري مثلها من قبل، حيث سيُسدل الستار على مرحلة عبثية، ويفتح الباب أمام إعادة تشكيل موازين القوى داخل الثكنات.
وإذا كان شنقريحة قد توهم يوما أنه الحاكم المطلق في قصر المرادية والجيش معا، فإن رياح التمرد التي تعصف به اليوم تؤكد أن عصره انتهى، وأن المؤسسة التي صنعته هي ذاتها من ستقوده إلى مصيره المحتوم.
العد العكسي بدأ… ولحظة الانفجار لم تعد سوى مسألة وقت.
شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد