وبحسب المنظمين، فإن هذه الندوة أقيمت بشراكة مع مختبر الدكتوراه في الدراسات الاجتماعية والثقافية والفلسفية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله – كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، والمعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث، ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج.
وأكد المشاركون أهمية هذا الموضوع في تعزيز قيم الحوار والتفاهم بين الثقافات، في سياق عالمي متغير تتقاطع فيه الهويات وتتجدد فيه أشكال التفاعل الإنساني.
وفي هذا السياق، شدد المتدخلون على ضرورة مكافحة الأحكام المسبقة من أجل تعزيز المعرفة المتبادلة، مؤكدين في الوقت نفسه الحاجة إلى إعادة التفكير في مفهوم الانتماء والتفاعل الإنساني في عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وذلك باعتماد مقاربة جديدة في هذا الإطار.
كما تطرقت الندوة إلى قضايا الهجرة والاندماج من منظور أنثروبولوجي، حيث تم التأكيد على أهمية معرفة الآخر وثقافته بوصفها مدخلا أساسيا للتعايش الإيجابي.
واعتبرت الندوة، التي شارك فيها أساتذة وباحثون أكاديميون بارزون، أن الهوية تلعب دورا محوريا في ترسيخ قيم التعايش، مشيرة إلى أن المعرفة المتبادلة تشكل الخطوة الأولى والأساسية على هذا الطريق.
وعرف هذا اللقاء الأكاديمي مشاركة كل من البروفيسور ألبرشت فوس، رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بمركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة ماربورغ، وعبد القادر محمدي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعضو مختبر الدراسات الاجتماعية والثقافية والفلسفية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله – كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، والعالية ماء العينين، أستاذة الدراسات العربية بجامعة محمد الخامس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وناديا يقين، إعلامية وباحثة في قضايا الهوية والاندماج بمركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة ماربورغ ومديرة المعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث، إلى جانب عدد من الباحثين الآخرين بالمركز ذاته.
كما اغتنم المشاركون فرصة هذا اللقاء لمناقشة وتحيين بعض بنود اتفاقية الشراكة بين مركز الدراسات الشرق أوسطية بجامعة ماربورغ ومختبر الدكتوراه في الدراسات الاجتماعية والثقافية والفلسفية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، التي يجري الاشتغال عليها منذ أشهر، ومن المنتظر أن تُفعّل خلال الفترة المقبلة.
وتهدف هذه الشراكة، بحسب المنظمين، إلى الإشراف المشترك على طلبة الدكتوراه، وتبادل الخبرات، وتنظيم فعاليات أكاديمية وعلمية مشتركة بين الجامعتين العريقتين.
وأعرب المشاركون في هذا اللقاء الدولي، الذين قاموا بجولة ثقافية وعلمية للتعرف على معالم مدينة ماربورغ، عن أملهم في أن تُقيم ماربورغ وفاس، المدينتان العريقتان ذاتا التراث الثقافي والحضاري الغني والمتنوع، علاقات شراكة، نظرا للتقاطع الكبير بينهما على الصعيدين الثقافي والأكاديمي.
 
			
