عامل إقليم الخميسات… رجل ميدان ينتظره تحدي تطهير الإدارة من الفساد

ليس من باب المجاملة ولا من باب التزيين في القول، بل من باب الإنصاف والموضوعية، نقول إن عامل إقليم الخميسات الحالي جاء إلى هذا المنصب كرجل ميدان، مهندس وكاتب عام سابق لوزارة السكنى والتعمير، وهو ما يمنحه خبرة دقيقة في التدبير الترابي والتخطيط العمراني، وقدرة على قراءة الاختلالات التي عانى منها الإقليم لسنوات طويلة.

تعيينه، في الحقيقة، لم يكن صدفة، بل جاء ليشكل مرحلة جديدة عنوانها الإصلاح، ومحاربة سوء التسيير، ووضع حد للارتجالية واللامسؤولية التي وسمت فترة بعض من سبقوه، ممن تركوا الإقليم غارقًا في مظاهر الفوضى الإدارية والزبونية والاتجار في المصالح.

ولا يختلف اثنان في أن السيد العامل، منذ تعيينه، أعطى انطلاقة جديدة بمقاربة ميدانية، عبر زياراته التفقدية المتعددة، التي كانت رسالة قوية مفادها أن زمن المكاتب المغلقة قد ولى، وأن التنمية لا تتحقق إلا بالنزول إلى الميدان، والاستماع إلى المواطنين عن قرب.

لكن، ومع كل هذه المجهودات المشكورة، تبقى النصيحة الأساسية التي يرددها الشارع المحلي في الخميسات هي أن الرهان الحقيقي اليوم لا يكمن فقط في الزيارات التفقدية، بل في تطهير الإدارة من الداخل. فهناك — كما يتداول المواطنون — جيوب مقاومة الإصلاح داخل العمالة نفسها، ممن عشعشوا في المكاتب والإرشادات والاستقبالات، وأصبحوا بمثابة “الحائط العازل” بين العامل والمواطنين. هؤلاء، كما يصفهم الكثيرون، هم الداء المزمن والسرطان الإداري الذي يعيق أي إصلاح حقيقي، لأنهم يمارسون الابتزاز، ويساهمون في تكريس صورة سلبية عن الإدارة الترابية بالإقليم.

لذلك، فإن المطلوب من السيد العامل، وهو المعروف بالجدية والحزم، أن يواصل نهجه الإصلاحي بشجاعة أكبر، وأن يباشر عملية تنظيف داخلية شاملة في صفوف الموظفين والوسطاء الذين أساؤوا لسمعة الإدارة الترابية بالخميسات. فالإصلاح الحقيقي لا يبدأ من الميدان فقط، بل من قلب العمالة ذاتها.

إقليم الخميسات اليوم ينتظر الكثير من هذا الرجل، الذي وضع فيه سكان الإقليم ثقتهم الكبيرة، متمنين أن تكون ولايته بداية لعهد جديد قوامه النزاهة، الانضباط، والقطع النهائي مع الممارسات الفاسدة التي شوهت صورة الإدارة المحلية.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد