حفيظ دراجي… بوق العسكر الذي يتحدث فيما لا يعنيه!

بقلم: حسن الخلقي

يبدو أن المعلق الجزائري في قنوات بي إن سبورت، حفيظ دراجي، لم يعد يكتفي بالتعليق على المباريات ونقل الأهداف، بل صار يعتبر نفسه محللاً سياسياً ومفكراً استراتيجياً، يُوزّع صكوك الوطنية من الدوحة ويتدخل في قضايا لا يفقه فيها شيئاً، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية.

فالرجل، للأسف، تجاوز حدود مهنته وخرج من دائرة الميكروفون إلى مستنقع السياسة، ظانًّا أن ما يقوله من كلامٍ على “تويتر” أو في خرجاته الإعلامية سيغيّر من الحقائق الثابتة على الأرض. نسي أو تناسى أن قضية الصحراء المغربية محسومة شرعاً وتاريخاً وجغرافياً، وأن مجلس الأمن الدولي نفسه أقرّ مؤخراً أن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب هو الحل الوحيد الواقعي والعادل والدائم.

لكن حفيظ الدراجي، المسكين، يتحدث وكأنه المندوب الدائم للنظام الجزائري في الأمم المتحدة، أو الناطق الرسمي باسم قصر المرادية! لا غرابة، فهو ابن المدرسة الإعلامية التي لا تعرف إلا لغة العسكر والدعاية الرخيصة، مدرسة شعارها “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”.

من أين لحفيظ الدراجي أن يفهم في السياسة، وهو الذي لا يجيد سوى وصف التمريرات والتسللات؟ كيف لِمُعلّق رياضي أن ينصّب نفسه خبيراً في العلاقات الدولية؟ أليس من الأجدر به أن يعلق على أهداف محرز وبن ناصر بدل أن يعلّق على سيادة الدول ووحدة أراضيها؟

إن ما لا يدركه الدراجي أن المغرب لا ينتظر رأيه ولا يطلب شهادته. فبلادنا ماضية في تنميتها وأوراشها الكبرى، وماضية في ترسيخ سيادتها على أقاليمها الجنوبية بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبفضل دعم المجتمع الدولي الواضح والصريح.

أما النظام الجزائري الذي يمجّده الدراجي ويُسوّق لرواياته البالية، فهو غارق في أزماته الداخلية، بين رئيس صُنع في دهاليز المخابرات (تبون)، وجنرال يحكم بالحديد والنار (شنقريحة)، وإعلام يعيش على الكذب والتضليل. فهل من العيب أن نقول إن الدراجي ليس سوى بوق صغير ضمن جوقة العسكر؟

يا حفيظ، إن السياسة بحر عميق لا يسبح فيه من اعتاد الصراخ في الميكروفون. دع عنك القضايا الكبرى، وعد إلى مكانك الطبيعي خلف الكاميرا، تصف الأهداف وتُردد عبارتك المحفوظة “يا سلام!”. أما المغرب، فسيظل في صحرائه، والصحراء في مغربها، رغم حقدكم وضجيجكم، ورغم كل الأبواق التي تحاول عبثاً تشويه الحقيقة.

شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد